المراء والجدال
وذلك منهي عنه قال صلى الله عليه وسلم "لا تمار أخاك ولا تمازحه ولا
تعده موعداً فتخلفه وقال عليه السلام "ذروا المراء فإنه لا تفهم حكمته ولا
تؤمن فتنته وقال صلى الله عليه وسلم "من ترك المراء وهو محق بني له بيت في
أعلى الجنة ومن ترك المراء وهو مبطل بني له بيت في ربض الجنة وعن أم سلمة
رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن أول ما عهد إلي
ربي ونهاني عنه بعد عبادة الأوثان وشرب الخمر ملاحاة الرجال وقال أيضاً
"ما ضل قوم بعد أن هداهم الله تعالى إلا أوتوا الجدل وقال أيضاً "لا
يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى يدع المراء وإن كان محقاً وقال أيضاً "ست من
كن فيه بلغ حقيقة الإيمان: الصيام في الصيف، وضرب أعداء الله بالسيف،
وتعجيل الصلاة في اليوم الدجن، والصبر على المصيبات، وإسباغ الوضوء على
المكاره، وترك المراء وهو صادق وقال الزبير لابنه: لا تجادل الناس بالقرآن
فإنك لا تستطيعهم ولكن عليك بالسنة. وقال عمر بن عبد العزيز رحمة الله
عليه: من جعل دينه عرضة للخصومات أكثر التنقل. وقال مسلم بن يسار: إياكم
والمراء فإنه ساعة جهل العالم وعندها يبتغي الشيطان زلته. وقيل: ما ضل قوم
بعد إذ هداهم الله إلا بالجدل. وقال مالك بن أنس رحمة الله عليه: ليس هذا
الجدل من الدين في شيء. وقال أيضاً: المراء يقسي القلوب ويورث الضغائن.
وقال لقمان لابنه: يا بني لا تجادل العلماء فيمقتوك وقال بلال بن سعد: إذا
رأيت الرجل لجوجاً ممارياً معجباً برأيه فقد تمت خسارته. وقال سفيان: لو
خالفت أخي في رمانة فقال حلوة وقلت حامضة لسعى بي إلى السلطان. وقال
أيضاً: صاف من شئت ثم أغضبه بالمراء فليرمينك بداهية تمنعك العيش. وقال
ابن أبي ليلى: لا أماري صاحبي فإما أن أكذبه وإما أن أغضبه. وقال أبو
الدرداء: كفى بك إثماً أن لا تزال ممارياً. وقال صلى الله عليه وسلم
"تكفين كل لحاء ركعتان وقال عمر رضي الله عنه: لا تتعلم العلم لثلاث ولا
تتركه لثلاث. لا تتعلمه لتتمارى به، ولا لتباهي به، ولا لترائي به. ولا
تتركه حياء من طلبه، ولا زهادة فيه، ولا رضا بالجهل به. وقال عيسى عليه
السلام من كثر كذبه ذهب جماله ومن لاحى الرجال سقطت مروءته ومن كثر همه
سقم جسمه ومن ساء خلقه عذب نفسه. وقيل لميمون بن مهران: ما لك لا تترك
أخاك عن قلى? قال: لأني لا أشاريه ولا أماريه. وما ورد في ذم المراء
والجدال أكثر من أن يحصى.