دعا علي بلحاج، الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للانقاذ المحلة، إلى مقاطعة الانتخابات التشريعية المقبلة، وقدر بأن المشاركة من شأنها "إعطاء فرصة جديدة للنظام كي يواصل سياساته التي ثبت فشلها على جميع المستويات"، وهو الموقف الذي قال أنه عبر عنه في بيان سابق.
وقال بلحاج لدى زيارته مقر "الشروق" أمس: "سياسات النظام القائم ثبت فشلها، والأفضل للجزائريين أن يردوا على فشل النظام بمقاطعة الانتخابات التشريعية"، المرتقبة في العاشر ماي المقبل، فيما بدا ردا ضمنيا على التصريحات التي صدرت عن الهاشمي سحنوني، القيادي المنشق عن "الفيس"، والذي كان قد دعا للتصويت على قوائم جبهة التغيير، التي يقودها الوزير الأسبق، عبد المجيد مناصرة.
واعتبر الرجل الثاني في الحزب المحل، مقاطعة الانتخابات موقفا سياسيا يتعين على السلطة احترامه وإفساح المجال أمام أصحابه كي يدافعوا عنه، وقال: "من يدعو للمقاطعة له برنامج سياسي، ومن ثم فهو جزء من الطبقة السياسية"، مشيرا إلى أن "الكثير من الأحزاب السياسية تنتقد النظام، لكنها لا تجرؤ على الدعوة لمقاطعة الانتخابات".
وكان الوزير الأول أحمد أويحيى، قد هاجم الداعين للمقاطعة، وقال في هذا الصدد: "مقاطعة الانتخابات ليست برنامجا سياسيا"، فيما بدا أنه موقف حكومي يرفض السماح لأصحاب هذا الموقف الدعوة إليه، علما أن التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، يعتبر الحزب الوحيد الذي دعا إلى مقاطعة التشريعيات المقبلة.
وفي سياق متصل، رفض بلحاج دعوة الجزائريين للتصويت بالورقة البيضاء، وقدر المتحدث بأن موقفا كهذا من شأنه أن يقود صاحبه لخدمة النظام من حيث لا يدري، لأن الانتخاب بالورقة البيضاء، على حد تعبير بلحاج، يساهم في رفع نسبة المشاركة، وهذا ما تريد السلطة أن يتحقق يوم العاشر ماي المقبل، لتوظيفه في حساباتها السياسية الموجهة للخارج دون أي اعتبار للداخل، يضيف المتحدث.
ورفض علي بلحاج التعليق على التحالف الإسلامي الذي يضم حركة مجتمع السلم وحركة النهضة وحركة الإصلاح الوطني، قائلا: "نحن نعارض النظام ولا نعارض المعارضة، لأن معارضة المعارضة شيء يحبذه النظام"، ولاحظ المتحدث بأن "التكتل الأخضر"، "اجتهاد سياسي، وهم أحرار"، مشيرا إلى أن الأحزاب الإسلامية التي تنشط في الساحة "ليس هناك ما يميزها عن بقية الأحزاب الأخرى غير الإسلامية".
كما انتقد القيادي السابق في الحزب المحل، تنصل الأحزاب السياسية ذات التوجه الإسلامي، من مرجعياتها محاولة منها لكسب ود النظام القائم "هناك من قادة الأحزاب الإسلامية من يعمل جاهدا لإخفاء مرجعياته الدينية".
ودافع بلحاج عن الدعوات التي تطالب بتسليح المدنيين في سوريا لمواجهة بطش جيش نظام الأسد، وقدر أن "تسليح المدنيين في سوريا أمر مقبول، مادام ذلك من أجل الدفاع عن أنفسهم وليس لفرض رأيهم على الآخر"، كما هاجم بلحاج السلطات الفرنسية على خلفية القتل بالشبهة الذي راح ضحيته محمد مراح، المتهم بقتل فرنسيين، واعتبر تصفية مراح عملية مقصودة، الهدف منها إخفاء أسرار العملية مع المقتول، لافتا إلى أن تصفية الفرنسي ذي الأصول الجزائرية "حادثة مصطنعة لأغراض انتخابية تخدم الرئيس المترشح نيكولا ساركوزي، وسيكشف المستقبل خيوط هذه العملية"، يقول المتحدث.
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/125335.html