غزة
موقع غزة الجغرافي:
كان لموقع غزة المتميز على حافة الأرض الخصبة، العذبة المياه - الأثر في وجودها وبقائها وأهميتها، فهي تقع على ساحل البحر المتوسط في أقصى جنوب الساحل الفلسطيني، ميناؤها صغير، وبها ميناء لصيد الأسماك. وزاد موقعَ غزة أهمية في العصر الحديث قيامُ الإنجليز بإنشاء خط السكة الحديدية الذي يربط القنطرة بحيفا لخدمة أغراضهم العسكرية. وتتصل غزة بمصر جنوبًا، وبلبنان شمالاً.
وفيها قال ابن حوقل (ت:367هـ): "بلدة متوسطة في العظم ذات بساتين على ساحل البحر، وبها قليل نخيل، وكروم خصبة، بينها وبين البحر أكوام رمال تلي بساتينها، وبها قلعة صغيرة".
جزء من تاريخها:
تاريخ غزة تاريخ قديم خالد، فهي واحدة من أقدم مدن العالم، تبادلت الأمم على مر التاريخ السيطرة عليها في عهد الفراعنة، وعهد الهكسوس، والآشوريين، وعهد الفرس، وزمن اليونان والرومان، فكانت غزة تترك الأثر في هذه الطوائف، ويبقى فيها الدليل على وجودهم هناك. وقد فتحها المسلمون بين سنتي (11هـ - 13هـ) في عهد عمر بن الخطاب بقيادة عمرو بن العاص في معركة "دائن"، وكان أبو أمامة الباهلي قائدَ المعركة. ومنذ ذلك الوقت اصطبغت غزة بالصبغة الإسلامية.
وفي سنة (493هـ) تقدم الصليبيون نحو غزة بقيادة "جودفري" واحتلوها.
وفي سنة (583هـ) بعد حطين استعاد المسلمون غزة في عهد صلاح الدين.
وفي سنة (646هـ) استعادها أيضًا الصالح نجم الدين أيوب بواسطة الخوارزميين أنصاره من الفرنجة الصليبيين.
وفي سنة (656هـ) وبسقوط بغداد دخل المغول غزة.
وفي سنة (658هـ) في "عين جالوت" استعادها ركن الدين بيبرس بعد القضاء على حاميها "بيدرا". ولعبت غزة دورًا هامًا إبان الحكم العثماني.
وفي سنة (1213هـ) احتل نابليون غزة في شهر رمضان، وقال فيها: "إنها المخفر (موضع الحراسة) الأمامي لأفريقيا وباب آسيا".
وفي عهد محمد علي استولى على غزة جيش بقيادة ابنه إبراهيم باشا سنة (1831م).
واحتل الإنجليز غزة في الاحتلال البريطاني لفلسطين سنة (1917م).
وشاركت غزة مدنَ فلسطين الأخرى في مواجهة الانتداب البريطاني ومقاومة الصهيونية، فتكونت فيها سنة (1920م) جمعية إسلامية نصرانية.
وفي سنة (1936م) شاركت غزة في الاضطرابات ضد الاحتلال وكانت تقود المقاومة ضد المحتل في المنطقة.
وفي سنة (1956م) كانت غزة ومنذ اللحظات الأولى للنزوح الفلسطيني بؤرة للتأجج الوطني، وكانت قاعدة الفدائيين، وعاصرت غزة - شأن بقية مدن فلسطين - مجازر اليهود، وكان نصيبها من ذلك مذبحة في شهر نوفمبر سنة (1956م).
ـ وفي سنة (1967م) قامت الجبهة الوطنية المتحدة في قطاع غزة كظهير للعمل العسكري الجماهيري ضد اليهود المحتلين. ولا تزال غزة إلى الآن تواجه الغارات والهجمات، وتقف أمامها كالطود الشامخ.
من أعلام غزة:
من غزة خرج عدد من العلماء والمحدثين منهم: الإمام الشافعي، وأبو عبد الله محمد بن عمرو بن الجراح الغزي روى عن مالك بن أنس، وإبراهيم بن عثمان الأشهبي الشاعر الغزي الذي مات في طريقه إلى بلخ.
دمشق
الموقع الجغرافي:
تقع مدينة دمشق في الجنوب الغربي من الجمهورية العربية السورية، وتبعد (85) كم جنوب شرقي بيروت، وهي أكبر مدن سوريا وعاصمتها، وترتفع عن سطح البحر (2130) قدمًا، وهي مُحاطة بمنطقة واسعة خضراء مسقية هي "الغوطة" التي تنتج عددًا كبيرًا من الفواكه والحبوب والخضار، والتي تشتهر على الأخص بأشجار "المشمش" وأزهاره. وقد وصفها ياقوت الحموي بقوله: (من خصائص دمشق - التي لم أر في بلد آخر مثلها - كثرة الأنهار، وجريان الماء في قنواتها، فقَلّمَا تمرّ بحائط إلا والماء يخرج منه في أنبوب إلى حوض يُشرب منه، ويستقى الوارد والصادر). وهي في أرض مستوية تحيط بها من جميع جهاتها الجبال الشاهقة.
تاريخ دمشق:
ـ تعتبر مدينة دمشق من أقدم المدن، وأول ظهور لها كعاصمة للمملكة الآرامية والتي سقطت على يد "الآشوريين" سنة (732 ق.م)، ولم يكن لها أهمية خاصة تحت حكم "اليونانيين"، ولكن بعد أن استولى عليها "الرومان" سنة (64 ق.م) ازدهرت دمشق، واعتنقت المسيحية مبكرًا.
ـ وفي سنة (14هـ/635م) فتحها المسلمون، واستعمل عليها عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يزيد بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - ثم بعد وفاته استعمل عليها أخاه معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - وكانت مدة إمارته عليها (20) عامًا. واتخذها الخلفاء الأمويون عاصمة لهم، فعرفت عصرها الذَّهَبِي، ابتداءً من عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما.
ونظرًا لأهمية دمشق فقد استمر الصراع للسيطرة عليها طويلاً، فبعد الأمويين والعباسيين خضعت للطولونيين، والإخشيديين، والعبيديين (الفاطميين)، ثم آلت إلى الأيوبيين الذين حصنوها في وجه الصليبيين.
ـ وفي سنة (1260م) خضعت دمشق وبلاد الشام للعثمانيين عندما دخلها السلطان سليم الأول.
ـ وتبوأت دمشق مركزًا هامًا في عهد حاكمها أسعد باشا العظم سنة (1749م).
ـ وفي سنة (1831م) خضعت للحكم المصري التابع اسميًا للعثمانيين عندما فتحها إبراهيم باشا، واستمرت خاضعة للخلافة العثمانية إلى سنة (1918م).
ـ وفي سنة (1920م) احتلها الفرنسيون، إلى أن نالت سوريا استقلالها، وانسحبت الجيوش الفرنسية منها سنة (1946م).
أهم آثار دمشق ومعالمها:
ـ الجامع الأموي الكبير الذي يمكن الدخول إليه من عدة طرقات أهمها طريق سوق الحميدية؛ حيث يوجد أهم أبوابه التاريخية.
ـ وجامع السلطان سليم، الذي بناه السلطان سليم الأول.
ـ وجامع السليمانية، وبقربه التكية السليمانية، والجامع والتكية من أهم معالم دمشق التاريخية؛ حيث يتميز الجامع بمئذنتين جميلتين، وبقُبَّة مصفحة على غرار المساجد العثمانية في إستانبول.
ـ وجامع "الباشورة"، وجامع "الشاغور"،وجامع درويش باشا.
ـ وضريح الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما.
ـ ومن كنائس دمشق التاريخية: كنيسة "المريمية"، وكنيسة "ماريو حنا" الدمشقي، وكنيسة "الميدان".
ـ ومن أهم أسواق دمشق سوق الحَمِيديَّة، الذي أقيم في عهد السلطان عبد الحميد الثاني.
تلمسان
مدينة عربية إسلامية وهي مركز ولاية تلمسان في الجمهورية العربية الجزائرية. ازدهرت أيام المرابطين، وكانت مركز العلوم الدينية والفقهية والكلامية. وكانت عاصمة بني عبد الواد. فيها العديد من المساجد الأثرية. وهي قريبة من البحر المتوسط في أقصى الشمال الغربي من البلاد، على الحدود الجزائرية المغربية، وإلى الجنوب الغربي من وهران. تحيط بها إلى جهة الجنوب سفوح جبال الأطلس، وهي غنية بالجنائن والكروم والبساتين والواحات. فيها جامعة علمية ومعاهد علمية أخرى ودينية، وتشتهر بصناعة المفروشات والمنسوجات الصوفية والحريرية والقطنية، واستخراج الزيوت النباتية والأسمدة والمنظفات.
وتلمسان قديمة العهد كانت في الأصل مدينتين متجاورتين مسوّرتين بينهما رمية حجر، إحداهما قديمة والأخرى حديثة. والحديثة اختطها الملثمون ملوك الغرب، واسمها تافرزت، بها كان يسكن الجند وأصحاب السلطان وأصناف الناس؛ واسم القديمة أقادير، وبها كان يسكن الرعية، فهما كالفسطاط والقاهرة من أرض مصر.
وإلى تلمسان ينسب قوم من أهل العلم والأدب، منهم أبو الحسين خطاب بن أحمد بن خطاب التلمساني، ورد بغداد في حدود سنة 520هـ. وكان شاعرًا جيد الشعر.
القدس
الموقع الجغرافي:
ـ تقع مدينة القدس في دولة فلسطين التي يحدها من الشمال سوريا ولبنان، ومن الجنوب "خليج العقبة"، ومن الغرب البحر المتوسط، ومن الجنوب الغربي "سيناء"، ومن الشرق الأردن. وتبلغ مساحة القدس (19.331) كم2، وتحيط بها الأودية والمرتفعات من جميع الجهات.
تاريخ القدس:
ـ هي مدينة قديمة بناها العرب الكنعانيون - أهل فلسطين - قبل الميلاد بثلاثة آلاف سنة وقبل ظهور بني إسرائيل.
ـ وكانت مدينة القدس تسمى باسم مدينة "يورو شالم" ومن اسمها هذا جاءت تسميتها الغربية Jerusslem "أورشليم" في اللغات اليونانية واللاتينية وغيرها..
ـ وفي سنة (1900ق. م) دخل إبراهيم - عليه السلام - القدس ورحب به ملكها الكنعاني.
ـ وقد دخلها النبي داود - عليه السلام - حوالي سنة (1000ق. م)، وجعلها عاصمة لملكه.
ـ وفي سنة (970 ق. م) اتخذها سليمان بن داود - عليهما السلام - عاصمة لمملكته، وكان يدعو إلى التوحيد الذي هو دين كل الرسل والأنبياء.
ـ وفي سنة (585 ق. م) استولى البابليون على المدينة وأزالوا "مملكة يهوذا" من الوجود، وهدموا المسجد الأقصى الذي جدده سليمان عليه السلام.
ـ وفي سنة (539 ق. م) استولى الفرس على المدينة من البابليين وسمحوا لبني إسرائيل بالعودة إليها عودة استيطان بلا دولة ولا سيادة على المدينة.
ـ وفي سنة (312 ق. م) استولى الرومان عليها من الفرس، وأسروا اليهود، وأخذوهم إلى الإسكندرية.
ـ وفي سنة (70 م) دمَّرها الرومان بقيادة "تيطوس".
ـ وفي سنة (135 م) هدم الإمبراطور "هدريانوس" المدينة، ومحاها محوًا تامًا، وبنى مكانها مدينة جديدة سماها "إيليا كابيتولينا" - أي إيليا العظمى - وهو الاسم الذي ظل علمًا عليها حتى الفتح الإسلامي لها، كما حرم "هدريانوس" على اليهود دخول المدينة، ومن يحاول دخولها منهم يقتل.
ـ وفي سنة (365 م) تدينت الدولة الرومانية بالنصرانية، ومنذ هذه اللحظة ظلت المدينة وقفًا على النصارى الذين اضطهدوا اليهود، وجعلوا أماكن معبدهم بعد هدمه مجمعًا للقمامة والقاذورات.. حتى لقد اشترطوا على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عند تسلمه المدينة ألا يساكنهم فيها أحد من اليهود!.
ـ وفي سنة (16هـ / 638م) فتحها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بعد أن سلمها له البطريرك "صفرونيوس".
ـ وقد شهدت القدس في العهود الإسلامية المتعاقبة تطورًا وعدلاً سادا المدينة، واطمأن أهلها من المسلمين والنصارى واليهود.
ـ وفي العهود الأموية والعباسية والفاطمية لقيت مدينة القدس عناية كبيرة، وانتشرت فيها المساجد.
ـ وفي سنة (1099م) سقطت القدس في يد الصليبيين، واستمرت أسيرة لهم إلى أن قام القائد صلاح الدين الأيوبي بتحريرها سنة (583هـ / 1187م) إثر موقعة حِطِّين.
ـ وفي العهد المملوكي تطورت القدس تطورًا بارزًا في علومها ومعالمها، وقد زارها الظاهر بيبرس سنة (661هـ / 1262م)، واهتم بزراعتها، ومساجدها وشجَّع العلم والعلماء فيها.
ـ وفي سنة (923هـ / 1517م) دخل العثمانيون القدس بعد موقعة مرج دابق في الشام، وكان للقدس موقع مميز في سياسة الدولة العثمانية.
ـ وقد تحالفت الدول الأوروبية للسماح لليهود بالهجرة إلى الأراضي المقدسة، غير أن الدولة العثمانية رفضت هجرة اليهود إلى القدس، وكان لموقف السلطان عبد الحميد الثاني شأن عظيم؛ حيث طردهم من القدس. ولما انتهت الحرب العالمية الأولى سنة (1918م) خضعت القدس وبلاد فلسطين للاحتلال البريطاني، ونتيجة لهذا الاحتلال تزايدت الهجرة اليهودية إلى القدس، وإلى مدن فلسطين كافة.
ـ وفي سنة (1948م) تم إعلان دولة لليهود في فلسطين، وتم تقسيم القدس إلى قسمين عربية، ويهودية.
ـ وفي سنة (1967م) استطاع اليهود احتلال القدس العربية، وبذلك باتت المدينة الشريفة كلها خاضعة للاحتلال اليهودي، ولا يزال سكان القدس، ومناطق فلسطين كافة يناضلون من أجل تحرير الأرض والشعب من الاحتلال.
أهم آثار ومعالم القدس:
المساجد: حيث يوجد بها ما يقارب (36) مسجدًا من أهمها:
ـ المسجد الأقصى: أولى القبلتين وثالث الحرمين.
ـ ومسجد قبة الصخرة: الذي أمر ببنائه عبد الملك بن مروان سنة (687م)، وتم تشييده سنة (691م).
ـ ومسجد الطور: الذي بناه السلطان سليم الأول سنة (1517م).
ـ والمسجد العمري: الذي أقامه الأفضل بن صلاح الدين الأيوبي.
ـ سبيل قايتباي، وبرج الساعة: الذي أنشئ سنة (1909م).
ـ ويوجد بالقدس العشرات من المقابر الأثرية التي تضم رفات بعض الصحابة والتابعين والعلماء. كما يوجد بها العديد من الكنائس منها: كنيسة "القيامة"، ودير "المسكوبية"، وكنيسة "الرسل الاثني عشر"، ودير "يوحنا المعمدان"، وكنيسة القديسة "حَنَّة". وفيها أيضًا ضريح النبي داود عليه السلام.
ومن أبرز علماء مدينة القدس:
قاضي القضاة عماد الدين أبو حفص القرشي الزهري "شارح صحيح مسلم"، والفقيه ضياء الدين أبو محمد عيسى الهكاري أحد مستشاري صلاح الدين الأيوبي، والإمام العالم شمس الدين المقدسي، وزين الدين عبد القادر النواوي الشافعي.
القيروان
الموقع الجغرافي:
تقع مدينة القيروان في الجمهورية العربية التونسية، وهي تبدو كالسراب وسط الصحراء بعيدًا عن الساحل، وعن طرق المواصلات.
تاريخ القيروان:
ـ تعتبر مدينة القيروان أول مدينة إسلامية في المغرب العربي؛ حيث أنشأها القائد المسلم عقبة بن نافع سنة (60هـ) في خلافة معاوية - رضي الله عنه - حينما كان يغزو إفريقية. والواقع أن القيروان عاشت قرونًا عدة متقلبة بين الأمجاد والمآسي؛ فقد شهدت أشهر قادة العرب يأتون من الشرق على رأس جحافل جيوش في طريقهم إلى المغرب والأندلس، وشهدت الأهوال من كثرة الحروب والحصار.
ـ وفي عهد دولة الأغالبة شهدت القيروان عصرها الذهبي من سنة (184هـ - 296هـ) فذاع صيتها، وكثرت مبانيها وازدهرت أسواقها، وامتد إشعاعها إلى جميع الأركان.
ـ وفي سنة (308هـ) جاء العبيديون (الفاطميون) وأسسوا مدينة على شاطئ البحر وأسموها "المهدية"، وجعلوها عاصمة لهم بدلاً من القيروان التي كانت تقاوم حكمهم.
ـ وفي سنة (439هـ) خرج المعز بن باديس الصنهاجي عن طاعة الخليفة المستنصر الفاطمي، فاتفق الخليفة مع القبائل العربية، وزودهم بالمال والذخيرة، والتحموا مع المعز بن باديس في معارك هائلة انتهت بتسليم مدينة القيروان، وعاثوا فيها فسادًا وتخريبًا فهدموا أسواقها وخربوها، وقوضوا قصورها. وانتقلت منها العاصمة نهائيًا لتستقر في مدينة تونس، العاصمة الجديدة. ولكن القيروان ظلت برغم ما أصابها تحتفظ بجلال ماضيها، وبإشعاعها الروحي والثقافي لشرق المغرب. وقد نالت مدينة القيروان استقلالها ضمن دولة تونس بعد احتلال فرنسي دام (75) عامًا.
أهم آثار القيروان ومعالمها:
ـ مسجد القيروان: الذي بناه القائد عقبة بن نافع، وهو أول جامع في شمال إفريقية، وكان بناؤه سنة (670م).
ـ والساعة الحجرية: التي بُنيت مع بناء الجامع، وتوجد على سطحها رسوم تدل على الجهات الأربع.
ـ وجامع الحجَّام: الذي دُفن فيه الصحابي أبو زمعة البلوي أحد أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم.
ـ بئر بروطة: الذي نزل عنده عقبة بن نافع، وشرب منه.
مكة المكرمة
الموقع الجغرافي:
مكَّة المكرَّمة مدينة مُقدَّسة عند المسلمين، وقد أطلق عليها القرآن الكريم اسم "بكة"، و"مكة"، و"أم القرى"، وكانت على مدار تاريخها من أهم وأقدس مدن الحجاز منذ نزلها إسماعيل بن إبراهيم - عليهما السلام - مع أمه هاجر، ثم رفع إبراهيم وولده إسماعيل القواعد من البيت الحرام بها، وهي مسقط رأس الرسول الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم، وتعد الآن من أهم مدن المملكة العربية السعودية.
وتقع مكة المكرمة على بعد (80) كم شرقي البحر الأحمر، وأكسبها موقعها الجغرافي فضلاً عن مكانتها الرئيسية السامية مكانة كبيرة أصبحت معها مركزًا تجاريًا وثقافيًا بارزًا، وفي موسم الحج تسع هذه المدينة المقدسة ما يقارب مليونين وأكثر من الحجيج في عصرنا هذا.
ـ أما عن مناخ مكة المكرمة فإن الأمطار فيها لا تزال شحيحة، ولا تسقط إلا على فترات متباعدة؛ ولذلك فإن فترات الجفاف التام كثيرًا ما تمتد إلى أربع سنوات متتالية، غير أن بعض مواسم الشتاء تغزر فيها الأمطار فتصبح سيولاً مدمرة، وقد اتخذت الاحتياطات الهندسية للسيطرة على هذه السيول في العمارة الأخيرة للمسجد الحرام.
تاريخ مكة المكرمة:
ـ تعتبر مدينة مكة المكرمة من أقدم المدن؛ حيث دخلها آدم - عليه السلام، وأقام بها إبراهيم - عليه السلام - إلى أن أمره الله - مع ابنه إسماعيل - عليه السلام - ببناء البيت الحرام (الكعبة).
ـ وفيها بعث سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد - صلى الله عليه وسلم، وأخذ يدعو الناس إلى التوحيد ويهديهم إلى سبيل السعادة في الدنيا والآخرة.
ـ وقد هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - منها إلى المدينة المنورة، ثم عاد فافتتحها سنة (8هـ).
ـ وقد انطلق الإسلام من مكة المكرمة إلى سائر أرجاء شبه الجزيرة العربية، ومن ثم إلى بلاد الشام، ومصر، والمغرب، ومختلف مناطق العالم.
ـ وعلا شأن مكة ودورها في عهود الراشدين والأمويين والعباسيين؛ فقد كانت موئل العلماء والفقهاء البارزين، وكانت مركزًا كبيرًا للدراسات الشرعية والأدبية.
ـ وفي سنة (923هـ) دخلت تحت سلطان العثمانيين، وبعد مضي (400) سنة وفي سنة (1917 م) أعلن أميرها الشريف حسين بن علي قيام الدولة العربية الكبرى منسلخًا بذلك عن الخلافة العثمانية ضمن اتفاقات مع إنجلترا التي حرضت العرب على الاستقلال.
ـ ثم قام آل سعود بدور مهم في مكة المكرمة، والمناطق الحجازية الأخرى، بعد إعلان مملكة آل سعود.
ـ ومازالت مكة المكرمة محط أنظار العالم الإسلامي؛ حيث يفد إليها الحُجَّاج من كل أنحاء العالم.
أهم آثار مكة ومعالمها:
ـ المسجد الحرام: وهو يقع في قعر الوادي بين جبال مكة وسفوحها بحيث لا تظهر الكعبة المشرفة للواقف خارج المسجد.
وفي ركنه الحجر الأسود، وفيه حجر أبيض يقال إنه قبر إسماعيل - عليه السلام، وفي الجهة الشرقية من الحرم قبة العباس، وبئر زمزم.
وقد مرّ المسجد الحرام بتطورات أساسية منذ إنشائه حتى اليوم وهو اليوم مسجد ضخم شاهق يصل ارتفاعه إلى حوالي (24) مترًا، تحيط به الساحات من كل جانب.
ـ الكَعْبَة المشرَّفة: وهي تتوسط المسجد الحرام على شكل متوازي مستطيلات طوله (40) قدمًا، وعرضه (35) قدمًا، وارتفاعه (50) قدمًا، وتتكون من حجر رمادي اللون جُلب من الجبال المحيطة بمكة، وتتفق كل المصادر الدينية والتاريخية على أن باني الكعبة هو إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل عليهما السلام.
ـ ومقام إبراهيم عليه السلام: وهو يقع في ساحة المسجد الحرام إلى جوار الكعبة، وهو مصنوع من الذهب الخالص، ويتميز بالجمال ودقة الصناعة.
ـ وجبل عرفة: الذي يقف عليه الحجاج في موسم الحج قبل عيد الأضحى، ويعتبر ركنًا أساسيًا في مناسك الحج.
ـ والوادي المُقَدَّس: الذي ورد ذكره في القرآن الكريم، وهو مجرد من كل الزخارف الطبيعية، وتحيط به الجبال الجرداء ليس في شعابها أشجار أو أنهار.
ـ وغار حِرَاء: الذي كان يختلي فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - قبل البعثة ونزول جبريل - عليه السلام - بالوحي.
ـ وغار ثَوْر: الذي يقع في جبل مكة، وهو الذي اختفى فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر الصديق - رضي الله عنه - أثناء الهجرة.