لماذا يكسر الطفل العابه؟
إن مظاهر عدوانية الطفل تبدأ بكسر ألعابه بعنف وشدة أمام لامبالاة الوالدين.وقد تصل تلك اللامبالاة للابتسامة والضحك. فيعتقد الطفل أن عدوانيته في التعامل مع ألعابه شيء طبيعي، والطفل يمل لعبته بمجرد وجودها معه لفترة من الزمن ويبحث عن غيرها، وقد يتمادى في ذلك ويزداد رد فعله العدواني في تعامله مع الآخرين مثل أشقائه وأقربائه وأصدقائه وزملائه بالمدرسة. يكون العدوان أكثر لدى الأطفال الذكور ويقل لدى البنات.
ويميل الذكور عموماً الى العدوان باستخدام الأيدي والأرجل. بينما الإناث عدوانهن لفظي. وليس الطفل وحده المسؤول عن السلوك العدواني الذي يتأصل فيه. بل تساهم في ذلك أمه. خاصة اذا كانت عدوانية السلوك وسريعة الغضب والعصبية ما ينعكس على سلوك الطفل.
إن كل طفل يملك موهبة، وهذه الموهبة تحتاج إلى تنقيب وبحث، وهذا يتأتى حينما نسمح له بالتجريب المستمر، فربما لا ندرك أن طفلنا مبدع في الرسم، أو أنه يهوى الفك والتركيب إلا بعد أن يجعل من غرفته ميدان فوضى. وكون أننا نمنع الطفل من أن يجرب هو منع للتقدم واكتشاف مواهبه، إننا حينما نعاتب الطفل على أخطائه وتجاربه الفاشلة فإنما نعاقبه على التعلم.ومن الثابت علمياً، أن تعدد اهتمامات الطفل وتنقله من مجال إلى آخر هو البداية الحقيقية لظهور مواهبه. عموماً يتملل الطفل سريعاً ويسعى لاكتساب لعبة أخرى.
ويجب أن ننظر للعب على أنه نشاط مشروع للطفل يحصد من خلاله فوائد كبيرة، ولا يجب أن نقلق من الطفل الذي يعشق اللعب؛ بل العكس هو الصحيح، فالطفل الهادئ الذي لا يحب اللعب ولا يهوى المرح هو الأولى بالخوف والقلق.
سمات الطفل العدواني يميزها: كثرة الحركة واللامبالاة بما سوف يحدث له. وسرعة التأثر والانفعال وكثرة الضجيج والغيظ والرغبة بإثارة الغير والمشاكسة. وعدم المشاركة أو التعاون، بينما لنفس هذا السلوك العدواني إيجابيات، فتدل بعض التصرفات على حيوية ونشاط الطفل وجرأته، والميل للتمسك بالحق والمثابرة والعزيمة.
كما أن تعليم الطفل من الشجار،الكثير من الخبرات منها إثبات الذات والسيطرة، والقدرة على ضبط النفس واحترام حقوق الغير مع أهمية الصدق وسلبيات الكذب.
لكن هذا الأمر يتطلب تدخل التوعية والتبصير من قبل الأسرة والمدرسة وتعليم الأطفال بما يجب فعله وما يجب تجنبه ووضع السلوك
ورد الأفعال في الإطار الصحيح والمقبول شرعاً واجتماعياً.