زهور البراري مراقبة عامة
عدد المساهمات : 518 تاريخ التسجيل : 21/01/2011
| موضوع: تفضلوا إلى أول قصة قصيرة لي بالمنتدى:"ابتسم" الإثنين يناير 24, 2011 9:04 pm | |
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بكل أعضاء منتدى الطاهير ،أهلا بكل الزوار اليوم وباذن الله اضع بين ايديكم أولى قصصي القصيرة المتواضعة على أمل أن اضع أغلبها ان شاء الله في فترات لاحقة تذكروا أني استأمنكم على كل قصصي ولهذا النقل ممنوع
تفضلوا
ابتسم..~ داعبت شعر صغيرها النائم في مهده الجميل، وراحت تهدي جسده الضئيل بعضا من لمساتها الحنون، وهي تدندن بكلمات تلك الأغنية الشعبية الجميلة..، ثم رسمت قبلة لطيفة على جبهته الناعمة، وهي تدعو الله أن يحفظ وليدها ويقرها به عينا.
كان نصف تلك الليلة قد مضى، وأخذ معه تلك العاصفة الهوجاء التي أبت إلا أن تترك آثارها القوية حيثما حلت، بينما لازالت أنامل الريح ترسل بعضا من نغماتها الختامية الخافتة الموقعة على أوراق الأشجار اليائسة وشقوق الجدران البالية، وكأنها تأبى إنهاء ذلك الإحساس المخيف الذي نشرته في أرجاء النفوس على مدار ثلاث ساعات.
أزاحت ذلك الستار البالي وأطلقت تنهيدة طويلة، لقد استطاعت مشاعر الخوف والقلق تلك الليلة أن تتسلل إلى قلبها الصامد الذي لم يعد يعرف للخوف طعما منذ ذلك اليوم الفظيع الذي شاهدت فيه عيناها جثث أفراد أسرتها المنكلة في أبشع صورة.. لقد عاهدت نفسها على أن تغلق قلبها في وجه كل مشاعر الضعف والألم، وأن تتخلى عن كل ما جبلت عليه من عواطف إنسانية وأنثوية.. وقررت منذ تلك اللحظة أن تكون بلا قلب و بلا مشاعر، رافعة راية الانتقام و النضال، متوشحة برداء المقاومة والقتال، ومطلقة صرخة الجهاد والإباء.. فإما الموت وإما الحرية..
ارتعش جسدها لتلك الذكريات القديمة، وتلك الأحاسيس التي تناستها طويلا، ولكن شيئا ما كان يجذبها بقوة تلك الليلة لتعود بخيالها إلى ذلك الماضي البعيد... .. وراح شريط الذكريات يزاحم منظر السواد الذي رسم من وراء النافذة.
....
لقد كان لقاؤها بفؤاد نقطة التحول في حياتها، لم يكن كغيره من المقاومين..، لقد كان إيمانه بالله تعالى كبيرا، و ثقته بالنصر القريب عارمة، أسدا في ساح الوغى، لينا حنونا مع الرفاق، سباقا للخير والنضال، مضحيا بالنفس والنفيس من أجل الدين والوطن والحرية.. نعم.. لقد كان يشبه والدها كثيرا. لطالما راقبته بصمت..لم تحاول التقرب منه مقتنعة بأنها جندية تنفذ الأوامر ولا تناقش، كانت تلك عادتها.. ملتفعة برداء الصمت متخذة من الوحدة رفيقا. على عكس رفاقها ورفيقاتها في معسكر المقاومة، لم يكن يعنيها سوى الانتقام من العدو وتحرير الوطن مهما كلف من ثمن. لكن فؤاد كان الوحيد الذي يستشف مقدار الحزن والألم المدفون في عينيها، ويدرك تماما حجم الطيبة التي تلف قلبها..، لم يكن كالآخرين يرى فيها لبؤة أثناء النزال لا تعرف الرحمة إلى قلبها طريقا، بل كان يعرف حق المعرفة أنها فتاة رقيقة مستعدة تمام الاستعداد أن تفدي وطنها ورفاقها بروحها.. ولهذا كان يعاملها معاملة خاصة إلى أن لان قلبها، وشقت الابتسامة طريقها إلى شفتيها بعد فراق طويل.
جمعتهما بعد ذلك أيام طوال بحلوها ومرها، تقاسما فيها حياة المعارك والجهاد، تحملا معا صعوبة حياة الجبال، وما رافقها من فاقة وأوبئة، ومناظر جثث الرفاق المضرجة بالدم الطاهر التي تتكرر كل يوم، وصرخات الأطفال الجياع التي تؤرق مضاجعهما، وأنات الجرحى ودموع الأيامى واليتامى والمشردين.. وما كان كل ذلك ليثنيهما عن مسيرتهما ولا ليثني مجاهدا واحدا عن دربه المقدس المعطر بعبق الدم والألم والكفاح. لم تكن لتنسى ذلك اليوم الجميل الذي ابتسمت لها فيه الحياة من جديد.. عندما تقدم فؤاد أمام جميع أعضاء فرقتها معلنا رغبته في خطبتها، بينما زفت في اليوم الموالي عروسا لمن احتل عرش قلبها بين أحراش جبال المقاومة.. بعيدا عن أعين المعتدين الغاشمين.. وسلمت له قلبها راضية هانئة بعد أن كانت يوما ما ترفض الزواج بشدة ولا تفكر سوى بالاستشهاد..
مع مرور الأيام أقنعها فؤاد بالإنجاب بعدما رفضت ذلك بادئا خوفا أن تجلب إلى الحياة يتامى، أو أن تعيش لترى عذاب أطفالها بين أيدي المحتلين الظالمين.. فرزقهما الله تعالى طفلا جميلا أسمياه "جهاد" ليكمل مسيرة الجهاد بعد والديه..
******** حانت منها التفاتة إلى صغيرها النائم كالملاك وهي تتذكر يوم ولادته وسعادة فؤاد التي لا توصف به..، إن هذا الصغير هو أنيسها الوحيد الآن بعد أن فرقتها الأيام عن رفيق دربها الذي اضطر للمغادرة في مهمة خطيرة بعد أن اشتد وطيس الثورة..،بينما مكثت هي في كوخ بال في المعسكر، ترعى صغيرا الذي حرمت اكتمال لذة الفرح بقدومه برحيل والده. قطع عليها حبل أفكارها صوت طرق عنيف على باب الكوخ المهترئ فهرعت مرتعبة تفتحه..، وما هي إلا ثوان حتى كان جسد زوجها المضرج بالدماء مسجى يحمله بعض الرفاق، و قد ردد أحدهم في ألم : -كانت هذه رغبة فؤاد أن يدفن في المكان الذي التقاك فيه أول مرة..
**** وقفت تحمل وليدها أمام قبر زوجها الشهيد وهي تردد بصوت تخنقه الدموع التي تسابقت لتروي ذلك الثرى الطاهر: - لا تقلق يا فؤاد سوف لن يستنشق جهاد هواء الاحتلال، وسيحيى سعيدا فخورا بأبيه البطل.. فتباشير الفجر القريب قد لاحت وسيتحقق النصر على أيدي أسود بلادنا عما قريب.. ولسوف ألقن صغيرنا كلمات وصيتك مادمت حية : - ابتسم....ابتسم...ابتسم.
تمت بحمد الله
| |
|
عاشقة الجنة مديرة
عدد المساهمات : 386 تاريخ التسجيل : 21/05/2010 العمر : 32
| موضوع: رد: تفضلوا إلى أول قصة قصيرة لي بالمنتدى:"ابتسم" الثلاثاء يناير 25, 2011 7:30 pm | |
| شكرا انها رائعة جدا ومؤثرة و انشاء الله سنرى كل الدول العربية متحررة و شعبها سعيد
| |
|
عبد الحق الدعم الفني
عدد المساهمات : 421 تاريخ التسجيل : 11/01/2011 العمر : 29 الموقع : hakok.ahlamontada.net
| موضوع: رد: تفضلوا إلى أول قصة قصيرة لي بالمنتدى:"ابتسم" الأربعاء يناير 26, 2011 7:18 pm | |
| | |
|
زهور البراري مراقبة عامة
عدد المساهمات : 518 تاريخ التسجيل : 21/01/2011
| موضوع: رد: تفضلوا إلى أول قصة قصيرة لي بالمنتدى:"ابتسم" السبت فبراير 19, 2011 10:15 pm | |
| | |
|
أسير الصمت مدير المنتدى
عدد المساهمات : 700 تاريخ التسجيل : 26/03/2010 العمر : 33 الموقع : chababjijel.forumfa.net
| موضوع: رد: تفضلوا إلى أول قصة قصيرة لي بالمنتدى:"ابتسم" الجمعة مارس 04, 2011 11:10 pm | |
| شكرا اختي على القصة الرائعة
شكرا لابداعك دمت وفية للمنتدى | |
|
moustafa المراقب العام
عدد المساهمات : 18 تاريخ التسجيل : 14/08/2010
| موضوع: رد: تفضلوا إلى أول قصة قصيرة لي بالمنتدى:"ابتسم" السبت مارس 19, 2011 2:12 pm | |
| قصة رائعة شكرا لك اختي | |
|
simsima15 مشرفة
عدد المساهمات : 370 تاريخ التسجيل : 03/10/2010 العمر : 31
| موضوع: رد: تفضلوا إلى أول قصة قصيرة لي بالمنتدى:"ابتسم" الأحد أبريل 03, 2011 2:16 pm | |
| | |
|