السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لم يكن من المألوف قديما في الشرق الأوسط و الغرب ممارسة المرأة للرياضة إلا فيما ندر، فالرياضة كانت مقترنة بإفراز المزيد من العرق الأمر الذي كان يخل بجمال المرأة، و أيضا لم يكن مألوفا ارتداؤها للملابس الرياضية المخصصة كالأحذية المطاطية و السراويل، كذلك لم تحلم المرأة يوما بأن تدخل كمنافس رياضي في الدورات الرياضية جنبا إلى جنب مع الرجال.
و لأن التغيير يشكل الجزء الأكبر من حياتنا، و أيضا يفرض منطقته، فقد تغير الرأي و الصورة في مجال اشتراك المرأة في الرياضة، و أيضا اشتراكها في الأولومبياد و حصولها على جوائز قد تفوق ما يحصل عليه الرجال.
و عدم ممارسة المرأة للرياضة يعرضها للعديد من الأمراض في مقدمتها البدانة و ترهل العضلات و الأزمات القلبية و أمراض الشرايين و ارتفاع ضغط الدم و تراكم الكوليسترول على جدار الشرايين، و الإصابة ببعض أنواع السراطانات، و السكر.
و إذا كانت معظم الأمراض على المستوى النسائي أو العام تعالج بالعقاقير، فإن الطب الحديث حاليا يعالج العديد من الأمراض بالرياضة، فعلاج البدانة بالطرق الحديثة لم يعد يعتمد على النظام الغذائي الصارم و إنما على اتباع برنامج رياضي مكثف من شأنه أن يحرق 500 سعر حراي خلال يومين فقط و هو رقم قياسي لا ترتقي إليه نظم الحمية.
الرياضة و صلتها بالهدوء النفسي
كذلك التوتر النفسي لم يعد يعالج بالكثافة ذاتها مثلما كان من قبل بالعقاقير المهدئة، فالمرأة هي الأكثر عرضة للإصابة بالتوترات العصبية، و قد اكتشفت الدكتورة ( ليزابيل تيون ) من جامعة فرانكفورت أن الرياضة هي مهدئ طبيعي للمرأة لأنها تخرج طاقة الضغط العصبي من الجسم و توجهها إلى تشغيل العضلات، أيضا بعض أنواع الرياضات كالرياضة السويدية و السير لفترة ساعة يزيد من إفراز هرمون ( الاندوروفين )، و هو هرمون طبيعي يساعد على الهدوء النفسي.
أيضا تعمل الرياضة على تخفيف الآلام خاصة آلام العضلات و الظهر و تعتبر علاجا أساسيا في تخفيف آلام الوضع.
و إزالة الألم بالرياضة يعرف طبيا باسم ( ايوفوريا ).
صلة الرياضة بتخفيف الوزنوزن الجسم الزائد ما هو إلا نتاج لتراكم الدهون دون حرقها عن طريق الرياضة و المجهود العضلي العام، فإذا التزمت المرأة بحمية غذائية دون مصاحبتها للرياضة فلا نتيجة منتظرة منها، لأن الجسم يستفيد حتى من الحد الأدنى من الأطعمة الواردة إليه، خاصة بعد سن الخامسة و الثلاثين عند المرأة تقل كفاءة الاحتراق ( ميتابوليزم ، و لا تنشطه سوى ممارسة الرياضة بأنواعها.
و المرأة التي يزيد وزنها بنسبة 10% على الوزن المثالي تكتفي بخفض هذه النسبة عن طريق ممارسة الرياضة بدون حمية و أيضا بدون إفراط في تناول الطعام، و الرياضة ترفع من كفاءة جهاز الاحتراق في المرحلة العمرية بين 20 - 50 سنة بنسبة 70%، أيضا تعمل الرياضة على استقرار درجة حرارة الجسم في وضعها الطبيعي عن طريق التعرق الذي يرطب الجسم و يمنع حدوث ارتفاع في درجة حرارته.
و بعد ممارسة الرياضة يظل الجسم و الأعصاب في حالة هدوء و استقرار لمدة 48 ساعة متصلة، و هي المدة التي يعجز أي مهدئ على تحقيقها، و هناك بعض الأمراض النفسيةو السلوكية التي تتعرض لها المرأة مثل الاكتئاب و الاضطرابات النفسية في سن اليأس، تعالج بممارسة الرياضة تحت الاشراف الطبي.