امل غزة مشرفة
عدد المساهمات : 730 تاريخ التسجيل : 24/06/2010 العمر : 27
| موضوع: هل نحن في حاجة الى مفتي ؟؟؟؟؟؟ السبت أبريل 09, 2011 2:19 pm | |
| قد تكون الجزائر من البلدان القليلة في العالم التي قامت نهضتها الفكرية تحت قيادة إمام هو الشيخ عبد الحميد بن باديس.. وقد يكون الإمام ابن باديس من الأئمة القلائل في التاريخ الذي لم يكن يؤم الناس في الصلوات الخمس، وإنما يؤمهم على منابر الحرية التي تجعلهم يفكّرون ويحيون في المساجد وفي المزارع وفي كل مكان يكونون فيه.
* ولسنا ندري لماذا تمرّ الآن أزيد عن سبعين سنة عن رحيل هذا الإمام الكبير ومازلنا نبحث عن إمام يقول فيسمعه الناس ويفعل فيقتدي به الناس حتى لا تبقى الأقراص الدينية والكتب الدينية والفتاوى مثل السكّر والدواء والسيارة يُنتجه الآخرون ونستهلكه نحن رغم قيمة بعض ما يصلنا من ضروريات ومن كماليات. * الحراك الاحتجاجي الذي شلّ الحياة عندنا بصفة شبه كلية في الأشهر الأخيرة والذي طالب بالحقوق من دون الواجبات طال لأول مرة الأئمة وجعل وزارة الأوقاف تخرج عن عملها الروتيني الذي انحصر بين زيارة البقاع المقدسة وجمع الزكاة إلى محاولة تحسين المستوى المعيشي للإمام الذي فاجأ بعض المجتمع بمرتبه الزهيد، وفاجأ البعض الآخر بكونه هو أيضا مثل الحارس البلدي والطبيب المقيم وعامل سونلغاز وشباب ما قبل التشغيل يهمه الراتب والقرض والسكن وللأسف يبقى التكوين وكيفية الرقيّ بمهنته النبيلة آخر اهتماماته في مجتمع صرنا، متفقين على أنه يعاني من أوجاع أخلاقية انتشرت عدواها في الشارع وفي المدرسة وفي البيت وحتى داخل المساجد، وليس فينا للأسف رجل ...رشيد. * وزير الشؤون الدينية في زحمة المطالب التي لم يسبق وأن صادفها هو ومن سبقوه على رأس الوزارة صار يبحث عن مخارج لإحراج الطالبين، وأحيانا في محاولة لإحراج الوزارة من كونها حقيبة "تحصيل حاصل" وكرسي شاغر في حكومة قوتها في الداخلية والخارجية والمالية والنفط وفقط، ومن بين المحاولات التفكير في بعث دار فتوى تمنحنا مفتي الديار الجزائرية في الوقت الذي اقترح سوريون ومصريون وحتى سعوديون إلغاء هذا المنصب الحكومي الذي هو أشبه بمنصب مستشار لا أحد يستشيره يمارس مهنة الإفتاء في قضايا التيمم والميراث وإذا شعر بالملل أفتى بحُرمة مشاهدة توم وجيري وارتداء ربطة العنق، ويساعد السلطة في قضايا الأمة الأساسية كما فعل مفتي السعودية الذي اعتبر المظاهرات بدعة، وكما فعل مفتي سوريا الذي اعتبر الاعتصام معصية لله الذي أمر بطاعة الله ورسوله وأولي الأمر منكم، وكما فعل مفتي الديار المصرية الذي اختفى نهائيا خلال الأيام التي تحوّل فيها ميدان التحرير إلى أكبر مسجد في مصر. * الجزائر أنفقت الملايير والجهد والوقت من أجل إعلام رسمي مرئي، والجزائريون بما فيهم إعلاميو الوسائل الثقيلة يشاهدون فضائيات الغرب والمشرق ولا يشاهدون فضائياتنا، والجزائر أنفقت الملايير والجهد والوقت من أجل صناعة وطنية، والجزائريون بما فيهم مدراء المصانع ووزراء القطاع يستهلكون ما تحمله الحاويات ويذهب إنتاجنا للتلف، والجزائر أنفقت الملايير والجهد والوقت من أجل تكوين الأطباء وبناء المستشفيات، وبمجرد أن يصاب مدير المستشفى أو أي مسؤول بنزلة برد أو نخر في أسنانه حتى يطير إلى أول عيادة تقابله في الضفة الأخرى ، والجزائر الآن تفكر في بعث مفتي للديار الجزائرية ونحن متأكدون أنه في أول قضية شرعية سنلجأ إلى فتاوى الهواء التي يمنحنا الإجابة عبرها من لا يعرفنا ولم يعش معنا وربما لا يعلم أين تقع الجزائر أصلا.
| |
|